منتديات الاردن في القلب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
يامن تتبعت الزلات  1328757411241
يامن تتبعت الزلات  Hp81M-I1Jr_42346995

    يامن تتبعت الزلات

    avatar
    سليمان العديني


    المساهمات : 100
    تاريخ التسجيل : 14/07/2011

    يامن تتبعت الزلات  Empty يامن تتبعت الزلات

    مُساهمة من طرف سليمان العديني الخميس يوليو 14, 2011 7:01 pm

    يحلو لكثير من الناس واخص من يظهر الالتزام بالدين ويقيد نفسه في قائمة الدعاة والمعلمين والمربين من الشباب

    والشيوخ تعمد كشف العورات ورصد الزلات للمسلمين وتختلف تفسيراتهم في ذلك وغالبا مايكون الملقن لتلك الحجج

    الشيطان بوساوسه والمسلم محترم الجانب معظم في عرضه لايجوز أن تكشف عوراته تحت أي مبرر كما لايجوز رصد

    الزلات بهدف التشهير والتنفير من اي مسلم وهو مايلحظه المتتبع للساحة في التعامل بين المسلين ومن هنا أخترت

    الحديث في هذه الإضاءة كخطوة لنا نحو تهذيب النفس وتفقد الحال والبحث عن الوسائل التي تجمع ولا تفرق فإلى

    الموضوع وفقكم الله جميعا لكل خير

    أخرج أبو داود عن معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنك إن

    تتبعتَ عوراتِ الناس أفسدتهم، أوْ كِدتَّ أن تُفسدَهم".. فقال أبو
    الدرداء- رضي الله عنه-: كلمة سمعها معاوية من رسول الله- صلى الله عليه
    وسلم- نفعه الله تعالى بها.

    وفي رواية أن معاوية- رضي الله عنه-
    قال: سمعت من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كلامًا نفعني الله به، سمعتُه
    يقول: "أعرضوا عن الناس.. ألم تَرَ أنك إذا اتبعتَ الريبةَ في الناس
    أفسدتَهم، أو كِدتََّ أن تفسدهم"
    .
    وفي هذا السياق أيضًا أخرج أبو داود عن جُبَير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود والمقدام بن معدي كرب وأبي

    أمامة الباهلي، رضي الله عنهم جميعًا، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم".
    أولاً: لا يفلح مجتمع قوامه التجسس وتتبع العورات

    هذا حديثٌ نبويٌّ جليل عظيم النفع، يبين السياسةَ الشرعيةَ التي يجب أن
    تكونَ عليها العلاقة بين الحاكم المسلم ورعيته لتستقيم حياة الناس.

    1- فيقول صلى الله عليه وسلم:

    "إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم" قيل معناه: إذا طلب الريبةَ والتهمةَ في

    الناس وذلك بنيةِ فضحِهم أو بنيةِ إفسادِهم، أو طلبَ معرفةَ سقطاتِ الناس ولم يمهلْهم، أو تتبَّع عوراتِ الناسِ وكشَفَها،

    وجهرَ بسوءِ الظنِّ فيهم.. فإن ذلك يؤدي إلى إفسادهم&; لأنه يؤدي بهم إلى ارتكاب ما رُمُوا به.

    فإذا اتهم شخصًا ما بالزنا مثلاً، وكان ذلك الرجل قد فعل هذا الأمر في سرٍّ، فإن الإنسانَ إذا ما انكشف سترُه ربما دعاه

    كونُه معروفًا بهذا الأمرِ بين الناس إلى أن يُظاهرَ بما كان يُسِرُّ به، أو أن يرتكبَ ما اتُّهِم به وما ظُنَّ به، وبهذا يفسد.

    وكأنما يريد النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يحثَّ الأمراءَ والرؤساءَ وذوي السلطان في الأمة على التغافل وعدمِ تتبُّعِ


    عوراتِ الناسِ; فإن بهذا التغافلِ يقومُ النظامُ ويحسُنُ الانتظامُ، والإنسانُ قلما يسلَمُ من عيبٍ، فلو أن الأميرَ أو الإمامَ

    عامَلَ الناسَ بكل ما قالوا أو بكل ما فعلوا لاشتدَّت عليهم الأوجاعُ،
    ولاتَّسَعَ عليهم المجالُ، بل مِن واجبِه أن يسترَ عيوبَهم، وأن يتغافلَ
    وأن يصفحَ ولا يتتبَّعَ العوراتِ أو يتجسسَ على الناس.

    2- الوجه الثاني في معنى قوله- صلى الله عليه وسلم-:


    "إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم" أن الأميرَ إذا


    تتبَّع ما نهَى اللهُ عن تتبعِه فإنَّ الناسَ يمتثلون ذلك منه، ويفعلون
    بمثل فعلِه، وبذلك تفسُد الأمةُº لأن الناسَ تبَعٌ لقادتهم، وتبَعٌ
    لأمرائهم.

    ثانيًا: الإسلام دين العفو والستر والرفق

    هذه القضية تدعونا إلى بيان أمرٍ في غاية الأهمية في السياسة الشرعية في هذا الدين الحنيف وفي منهاج النبي

    الكريم- صلى الله عليه وسلم-، ذلك أن الأصلَ في الإسلام العفوُ والسترُ، وليس الفضحَ أو العقوبةَ، فالإسلام لا يركض وراء

    إقامة الحدود، ولا يسعى ولا يتشوَّف إلى تنفيذ العقوبة فيمن يقترفُ ما يستحق العقوبة، ولا ينصح بوضع أجهزة التنصُّت

    على العصاة، ولا يوجه بأن تُنصبَ لهم آلاتُ التصويرِ الخفيةِ لتصويرِهم حين يرتكبون جرائمَهم، ولا يسلط الشرطةَ أو

    غيرَها على التجسس على المخالفين للشرع; بحيث يقبض عليهم وهم في حالة تلبس.

    الإسلام لا يفعل هذا، بل توجيهاتُ الإسلام حاسمةٌ تمامًا في صيانة حرمات
    الناس الخاصة، وتحريم التجسس عليهم، وتحريم تتبع عوراتهم، سواءٌ كان ذلك من
    قِبَل الأفراد أو من قِبَل من يولون زمام عامةالناس..

    ثالثًا: صيانة الأعراض والحرمات فرض على كل مسلم

    هذا نموذجٌ من نماذج التطبيق لهذا المعنى الإسلامي الكريم، فقد أخرج الحاكم وابن حبان في صحيحيهما عن عبد

    الرحمن بن عوف- رضي الله عنه- أنه حرس ليلةً مع عمر- رضي الله عنه- بالمدينة، فبينما هم يمشون شبَّ لهم سراجٌ في

    بيت (أي رأَوا نورًا وإضاءةً في بيت من البيوت) فانطلقوا يؤمُّونه (يعني يقصدونه) حتى إذا دنَوا منه (اقتربوا من هذا

    البيت) إذا باب مجافٍ (مغلق) على قومٍ لهم فيه أصواتٌ مرتفعةٌ، فقال عمر- رضي الله عنه- (وقد أخذ بيد عبد الرحمن):

    أتدري بيتَ مَن هذا؟! قال: لا.. قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف، وهم الآن شُربٌ (أي يتوقع عمر أنهم الآن يشربون

    الخمر) فما ترى؟! قال عبد الرحمن: أرى أنا قد أتينا ما نهى الله عنه.. نهانا الله عز وجل فقال ﴿وَلاَ تَجَسَّسُوا﴾

    (الحجرات: من الآية 12) ونحن قد تجسَّسنا، فانطلق عمر عنهم وتركهم.. هذا
    نموذج الحكومة الإسلامية الراشدة، كيف تتعامل مع الناس بحسن الظن ولا تأخذ
    الناس بالتهمة.

    بل روى الشعبي فقال: فقَدَ عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- رجلاً في الصلاة، فانطلق هو وعبد الرحمن بن عوف- رضي

    الله عنه- فنظر إليه (أي نظر عمر إلى الرجل) وامرأتُه تناوله قدحًا فيه شيءٌ، فقال عمر: هذا الذي حبسَه عنا، فقال له

    عبد الرحمن: ومَا يدريك ما في القدح؟! فقال عمر: أتخاف أن يكون هذا من التجسُّس، قال عبد الرحمن: بل هو التجسس،

    قال: فما التوبة من هذا؟! قال عبد الرحمن: ألا يكون في قلبك عليه من هذا
    المجلس شيءٌ أبدًا.. أي لا يخطر في بالك أنه كان يأتي شيئًا محرَّمًا.. هذا
    هو منهج ومنطق الإسلام الصحيح، وهكذا كان الحكام والقضاةُ الصالحون
    يفعلون.

    رابعًا: من الصيانة للحرمات والأعراض عدم الأخذ بالشبهة

    كان عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قاضيَ الناس في الكوفة، يقول تلميذه زيد بن وهب فيما أخرجه أبو داود

    وصحَّحه الحاكم: أُتي ابن مسعود (أي جاءه رجل) فقيل له: هذا فلان تقطر لحيتُه خمرًا (أي تبدو على لحيته بعضُ القطرات

    التي ربما كانت خمرًا) فقال عبد الله- رضي الله عنه-:" إنا قد نُهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا منه شيءٌ نأخذه به".

    لا عقوبةَ في الإسلام إلا على ما يقع بالفعل، وليس على ما يرِدُ في الظنِّ أو الوَهْم، ولا على ما يَتخيَّل المتخيِّل مهما

    كانت منزلتُه في المجتمع، فلا محاسبةَ للناس على نياتِهم ولا تأويلَ لأفعالهم على الوجه السيِّئ إلا أن يكون البرهانُ

    الواضحُ أنهم فعلوا ما يوجِب العقوبة.. أخرج أحمد وأبو داود وصححه ابن حبان والحاكم عن دُخَيْن (كاتب عقبة بن عامر)

    وكان عقبة- رضي الله عنه- أميرًا على مصر، قال: قلت لعقبة: إن لنا جيرانًا يشربون الخمر، وأنا داعٍ لهم الشرط

    ليأخذوهم، فقال عقبة- رضي الله عنه-: لا تفعل ولكن عِظْهم وتهدَّدهم، قال: ففعل فلم ينتهوا، قال: فجاءه دُخَين، فقال:

    إني نهيتهم فلم ينتهوا وأنا داعٍ لهم الشرط، فقال عقبة- رضي الله عنه-: ويحك..!! لا تفعل; فإني سمعت رسول الله-

    صلى الله عليه وسلم- يقول: "من ستر عورة مؤمن فكأنما استحيا موءودةً من قبرها".


    رأى عقبة- رضي الله عنه- أن هذا الذنبَ الذي ارتكبه هؤلاء الناس عورةٌ ينبغي أن تُستَر ويَلزَمُ الجارَ أن يقوم بواجب

    النصيحة والوعظ، وألا يقدم هؤلاء الناس إلى ما فيه فضيحة لهم فيدفعهم دفعًا- بعد أن يشتهر أمرهم ويعرف الناس

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:56 pm