منتديات الاردن في القلب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
 القبر .. '' قف وتأمل '' ؟؟؟ 1328757411241
 القبر .. '' قف وتأمل '' ؟؟؟ Hp81M-I1Jr_42346995

    القبر .. '' قف وتأمل '' ؟؟؟

    avatar
    سارة بوزيان


    المساهمات : 20
    تاريخ التسجيل : 17/01/2012

     القبر .. '' قف وتأمل '' ؟؟؟ Empty القبر .. '' قف وتأمل '' ؟؟؟

    مُساهمة من طرف سارة بوزيان الثلاثاء يناير 17, 2012 3:44 am

    بسم الله الرحمن الرحيم

    و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و الاولين والاخرين و على آله و صحبه اجمعين

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    قف وتأمل


    احضر بقلبك ذكر من كان متردداً في أغراضه كيف تهدمت رجلاه في قبره . يقول الرافعي : كل من يهرب من شئٍ يتركه وراءه إلا القبر فما يهرب منه أحد إلا وجده أمامه ، هو أبداً ينتظر غير متململ ، وأنت أبداً متقدم إليه غير متراجع.




    أخي في الله

    تأمل : صاحبك في القبر

    · كان يتلذذ بالنظر إلى ما حوله، فإذا به في قبره وقد سالت عيناه.
    · كيف كان يصول ببلاغة نطقه ، وقد أكل الدود لسانه.
    · كيف كان يضحك لمواتاة دهره ، قد أبلى التراب أسنانه.



    تأمل وتذكر :

    بل وتحقق وتأكد أن سيكون حالك كحاله ، ومآلك كمآله ، وعند هذا التذكر والاعتبار تزول عنك جميع الأغيار الدنيوية ، وتقبل على الأعمال الأخروية ، فتزهد في دنياك ، وتقبل على طاعة مولاك ، يلين قلبك ، وتخشع جوارحك ، فزيارة ذلك الواعظ من أكبر أسباب تقوية القلب ، وإزالة تلك الغشاوة .
    فأنت عندما تذهب إلى المسجد يوم الجمعة تستمع إلى واعظ واحد ، فالمصلون كثيرون والواعظ واحد ، ولكن الصورة تنقلب في المقبرة حيث تتحول كل القبور إلى وعاظ ، وأنت تستمع إليهم في آن واحد ، فالمستمعون قليل والوعاظ أكثر.
    وهذه حالة فريدة لا تكون في أمور الدنيا إلا في ذلك المكان ، فالقبر ما يفتأ صامتا لا يتكلم ، ولكن صوته في أعماق الناس أعلى من صوت ذلك الواعظ الجهوري الصوت في المسجد .




    إخوتاه

    تعالوا بنا لنزور ذلك الواعظ الصامت ، نقف عنده مليا لنتدبر حديثه الدائم ، عسانا نعتبر .









    إنَّه القبر






    القبر

    لا يملك العبارات المنمقة المصفوفة ، ولكن منظرة أعمق من كل عبارات الوعاظ.





    القبر

    لا تتحرك يديه ، ولا يتلفت بوجهه ميمنة وميسرة ؛ ليجذب جمهور المستمعين والمشاهدين بخطبته ؛ لأن الجاذبية تركزت فيه تجذب القلوب قبل الأجساد.





    القبر

    ما هو إلا تلك الحفرة التي سينام فيها الإنسان ، عندما تتوقف الآلة التي كان يعمل من خلالها بعد أن ينتهي من أداء الاختبار الذي كان قد كلف بأدائه .





    القبر

    الذي تظهر فيه النتائج الأولية للاختبار بعد أن يستقر بهذه الحفرة .



    يقول الرافعي :
    " فتحنا القبر وأنزلنا الميت العزيز الذي شفي من مرض الحياة ، ووقفت هناك بل وقف التراب المتكلم ينقل عن التراب الصامت ، ويعرف منه أن العمر على ما يمتد محدود بلحظة ، وأن القوة على ما تبلغ محدودة بخمود ، وأن الغايات على ما تتسع محدودة بانقطاع ، وحتى القارات جميعها محدودة بقبر " .
    فما ذلك الواعظ الصامت إلا تلك الحفرة التي تُسَمَّى القبر.
    هو كما يناديه الرافعي أيضاً فيقول :


    واهاً لك أيها القبر

    لا تزال تقول لكل إنسان تعال ، ولا تبرح كل الطرق تفضي إليك ، فلا يقطع بأحد دونك ، ولا يرجع من طريقك راجع وعندك وحدك المساواة .
    فما أنزلوا قط فيك ملكا عظامه من ذهب ، ولا بطلا عضلاته من حديد ، ولا أميرا جلده من ديباج ، ولا وزيرا وجهه من حجر ، ولا غنيا بجوفه خزانة ، ولا فقيراً علقت في أحشائه مخلاة


    واهاً لك أيها القبر

    و تالله لولا قسوة القلوب والانشغال بالوسائل التي تعين على أداء الهدف الذي خلقنا من أجله لتذكر الإنسان عند ولادة كل مولود اليوم الذي يدفن فيه .
    يقول ابن الجوزي : " عبر مهد الطفل عنوان اللحد " .
    فكما يلف الطفل المولود بقطعة قماش بيضاء ، ويوضع في المهد بلا حراك ، فكذلك الميت أيضاً يلف بقطعة بيضاء هي آخر ثوب يلبسه بالدنيا ، ليبقى في مهد الأرض دون حراك إلى يوم البعث .


    من كتاب أهوال القبور
    للشيخ محمد حسين يعقوب



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 2:41 pm